مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/25/2022 05:57:00 م

الفيضان أكثر رحمةً من الزلزال
الفيضان أكثر رحمةً من الزلزال 
تصميم الصورة رزان الحموي 

 لقد فاضت ، لقد فاضت الدموع من مخارج لؤلؤٍ برّاق ..

فاضت شلالات الفراغ ، وضريبة الإشراق والقوة ، لقد فاضت عيونها .. وأخيراً !!

كل هذه الشهور ، في كلِّ مرة تشعر برغبةٍ عارمة بالبكاء ..

تشعر بأنَّ حلقها سيذوب ألماً ، وصوتها يترنح ويدوي فؤاد السامع ..ألماً ..

وعيناها ! عيناها ، آهٍ منهما !!

كانت تشعر بانفجارهما ، واقتلاع جذورهما .. 

في كلِّ مرة .. تشعر برغبة| البكاء| .. هذا ما كان يحدث..

ومن ثمَّ ، قد تنفر دمعة ..

دمعة ! 

كلا ، نصف دمعة ، أو حتى الربع ، وهذه ال " قد " ، نادراً ما يحدث ..

رغم كتابتها عن البكاء ، رغم حديثها الالكتروني " سأبكي " ..

تحاول جاهدةً إقناع عقلها الباطني ، وقلبها المكوي ..

تصرخ صمتاً على روحها البريئة الفارغة ..

" ابكي .. لا تفعلي أي شيء ، ابكي فقط " ..

دون جدوى ..

حتى عندما ارتمت بين أحضان الغريب .. وبكت !!

كلا ، كلا .. حتى هنا .. نفرت تلك " النصف " فقط ..

وهكذا ، حتى اليوم ، قبل ساعة تقريباً ..

كانت تتمالك نفسها .. 

تتمالك وتتمالك .. حتى قرأت كلمات قرينها .. 

تلك| الدموع |المنتظرة ، تتساقط فوق هذه الأوراق الجافة ..

تعي تماماً أنها لا ولن تتغير ..

ضعيفة ، هشة ، غبية .. متسرعة ..


وما عساها أن تفعل ؟!

لقد وقعت تحت تأثير لعنة| الحب |، وعبودية الهوى ..

لا مفر ، لا مفر البتة ..

هي تدرك تماماً بمقدار الهلاك الذي ينتظرها ، تدرك أنَّ ضوضاء التشتت و ضجيج التخبط .. سينتهي حال اتخاذها لقرار العمر ..

لكنَّ المشكلة ، اتخاذ القرار ، تستمر به ، وتستمر و تستمر .. حتى تعود بأقدامها .. إلى الطريق الشائك .. الممزق ، المملوء بدماء الضياع ..

من الجيد أنَّ هذه |الكلمات| قد حركتها ، بل حررتها ..

وجعلتها تعيش فيضان البكاء .. لا زلزال الاختناق ..


ترى .. هل سيأتي ذلك اليوم ، وتقوم هذه الكلمات .. بتحرريها من اللعنة و العبودية ؟ 



شهد بكر💗

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.